كتاب الاخبار الطوال: لبهرام
نص في عهد لبهرام
ولما استتب لبهرام الملك آثر اللهو على ما سواه، حتى عتب عليه رعيته، وطمع فيه من كان حوله من الملوك، فكان أول من شخص صاحب الترك، فانه نهض في جموعه من لاتراك حتى اوغل في خراسان، فشن فيها الغارات، وانتهى النبا الى بهرام ، فترك ما كان فيه من الاستهتار باللهو، وقصد لعدوه، فأظهر انه يريد اذربيجان ليتصيد هناك، ويلهو في مسيره إليها، فانتخب من ابطال رجاله سبعه آلاف رجل، فحملهم على الإبل، وجنبوا الخيل، واستخلف على ملكه أخاه نرسى، ثم سار نحو اذربيجان، وامر كل رجل من اصحابه الذين انتخبهم ان يكون معه باز وكلب، فلم يشك الناس ان مسيره ذلك هزيمه من عدوه، واسلام لملكه، فاجتمع العظماء والاشراف، فتامروا بينهم، فاتفق رأيهم على توجيه وفد منهم الى خاقان صاحب الترك باموال، يبعثون بها اليه ليصدوه عن استباحة البلاد.
وبلغ خاقان ان بهرام مضى هاربا، وان اهل المملكة مجمعون على الخضوع له، فاغتر، وامن هو وجنوده، واقام بمكانه ينتظر الوفود والاموال. قالوا: وأن بهرام امر بذبح سبعة آلاف ثور وحمل جلودها، وساق معه سبعة آلاف مهر حولي، وجعل يسير الليل ويكمن النهار، وأخذ على طبرستان، ثم تبطن ضفة البحر حتى خرج إلى جرجان، ثم سار منها الى نسا ثم منها السمدينة مرو.
وكان خاقان معسكر بها بكشميهن حتى إذا صار بهرام منهم على منقلة، وخاقان لا يعلم شيئا من علمه أمر بتلك الجلود، فنفخت، وألقي فيها الحصى، وجففت، ثم علقها في أعناق تلك المهارة، حتى دنا من عسكر خاقان، وكانو نزولأعلى طرف المفازة، على ستة فراسخ من مدينة مرو؛ فخلو عن تلك المهارة ليلا، وطردوها من أدبارها : فارتفع لتلك الجلود، والحجارة التي فيها، وعدو المهارة بها، وضربها إياها بأيديها أصوات هائلة أشد من هدة الجبال والصواعق.
وسمعت الترك تلك الأصوات، فراعتهم، ولا يدرون ما هي، وجعلت تزداد منهم قربا، فأجلو عن معسكرهم، وخرجو راباً، وبهرام في الطلب، فتقطرت دابة خاقان بخاقان، وأدركه بهرام، فقتله بيده، وغنم عسكره، وكل ما كان فيه من الأموال، وأخذ خاتون امرأة خاقان.
ومضى بهرام على آثار الترك ليلته ويومه كله، يقتل ويأسر، حتى انتهى الى آموية، ثم عبر نهر بلخ، يتبع آثارهم، حتى إذا صار بالقرب فاذعن له الترك، وسألوه ان يبني لهم حداً يعلم بينه وبينهم، لا يجاوزونه، فحد لهم مكاناً واغلا في أرضهم، وأمر بمنارة، فبنيت هناك، وجعلها حدا، ثم انصرف إلى دار المملكة، ووضع عن الناس خراج تلك السنة، وقسم في أهل الضعف والمسكنة شطر ما غنم، وقسم الشطر الآخر بين جنده الذين كانو معه، فعم السرور أهل مملكته، فلهوا جذلا وابتهاجا، فبلغ أجر اللعاب في اليوم عشرين درهماً، وصار إكليل ريحان بدرهم. من ماد من تع ابده يزد جرد بن م. سن بسيرة . . مد - وحضره الموت ي ابئان: ممومير وكان فيروز أكبر سنا.
فأستأثر هرمزد بالملك دون أخيه فيروز، فهرب فيروز حتى لحق ببلاد الهياطلة، وهي تخارستان والصغانيان وكابلستان والأرضون التي خلف النهر الأعظم مما يلى أرض بلخ، فدخل على ملك تلك الأرض، فأخبره بظلم أخيه إياه، واحتوائه على الملك دونه ، وهو أصغر سداً منه، وسأله أن يمده بجيش حتى يسترجع الملك. فقال. لن أجيبك إلى ما تسأل حتى تحلف أنك أكبر ست ا منه، فحلف فيروز، فأمده بثلاثين ألف رجل، على أن يجعل له حدا لترمذ، فسار فيروز بالجيش: واتبعه جل أهل المملكة، ورأو أنه أحق بالملك من هرمزد لفظاظة هرمزد وشرارته، فحاربه حتى استرجع الملك، وأقال أخاه عثرته، ولم يؤاخذه بما كان منه.